يعتبر تعاطي المخدرات أحد أكبر التحديات التي يواجهها المجتمع اليوم، حيث يؤثر بشكل خطير على حياة المدمنين وعائلاتهم والمجتمع بأكمله، ونتيجة لذلك، يتعين علينا التركيز على خطورة هذه المشكلة وتسليط الضوء على الأضرار التي يمكن أن تترتب عليها.
1- تفاقم المشكلة:
تعتبر المخدرات واحدة من أكبر التحديات التي نواجهها في المجتمع، والتي تستمر في الزيادة بشكل ملحوظ، لاسيما مع الظروف الحالية التي تؤثر علي جميع الجوانب المجتمعية. وكلما زادت الفجوة الاجتماعية والاقتصادية، ونقصت الخدمات الصحية، كلما زادت انتشار المخدرات وتفاقمت المشكلة ووفيات زائدة.
2- تأثيرها على العائلة:
يعاني أفراد العائلات التي تؤثر عليها ظاهرة المخدرات، وبصورة خاصة الأبوين، حيث يشعرون بالإحباط والضياع بسبب عجزهم عن مساعدة أحد أفراد عائلتهم المتعاطين للمخدرات، وعدم تمكنهم من إبعادهم عن شبكات المخدرات.
3- تبعاتها على الصحة الجسدية والعقلية:
يؤدي تعاطي المخدرات إلى تغيير كيمياء وظائف العقل والجسم، وخلق شعور بالتخفيف من الألم، وتوهم بتعزيز الأداء، مما يجعل المدمن يرغب في تعاطي المخدرات المختلفة للوصول إلى هذه المشاعر المريحة . وقد يتطور هذا التعاطي بمرور الوقت إلى الإدمان والتبعية، مما يؤدي إلى أضرار صحية مستديمة ومتشابكة في كل جانب من جوانب الحياة.
4- ارتباطها بظاهرة العنف:
قد يتأثر المتعاطين للمخدرات بالتغيرات النفسية والعقلية التي تجعلهم أكثر عدوانية، ويزيد احتمال قيامهم بأفعال جريمة، على سبيل المثال السطو والاعتداءات المدرجة تحت تأثير المخدرات، وهذا يزيد من مخاطر ارتكاب الأفعال العدائية في أعمال العنف والإرهاب.
5- الآثار الاقتصادية:
يعد تعاطي المخدرات يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد، حيث يزيد من تكاليف العلاج الطبي والطبيعي والاجتماعي والتعليم، كما يؤثر على مستويات الإنتاجية والعملية.
6- الآثار على المجتمع:
مع انتشار المخدرات، يمكن أن يتأثر النمط السائد لسلوكيات الشباب، ويؤدي إلى العنف، وحتى وفيات جراء الهروب من المشاكل والضغوط إلى التعاطي، وتزداد عرضة المجتمع للخطر كلما كان العدد أكبر من المتعاطين للمخدرات، وبالتالي الدور الفعال في محاربة الظاهرة ضروري، والتأكد من منع مثل هذا السلوك ضمن النمط الاجتماعي والتماس العلاج المؤسساتي الذي يساعد على التماس العلاج السريري .
7- أسباب المخدرات:
تعتبر المشكلة الكبيرة في قبول قضايا المدمنين على المخدرات هي الجوانب الشخصية والعائلية والاجتماعية والاقتصادية. فالتورط المعرض وتزايد المشاكل الناجمة عن هذه الأسباب يزيد الفرصة من إدمان مادة من المخدرات، فيما ستساعد المعالجة الفعالة للأسباب تقليل وتحد المشكلة الحالية.
8- الدور المجتمعي :
من المهم أن يتعاون المجتمع بأكمله لتطوير حلول لحل هذه المشكلة، فالتحدي هو في العثور على حلول شاملة ومتكاملة ومدروسة، تركز على الوقاية وعلاج الإدمان، كما يجب إبراز الحاجة لدور الفرد في تشجيع المساندة والعلاج، والسعي لتطوير البرامج التي تلبي هذه الاحتياجات وتلبي الاحتياجات المتزايدة للجميع.
9- العلاج
أيًا كانت عوائق الأسباب التي تعزز تعاطي المخدرات، يتم التخلص منها عن طريق المعالجة، ويتطلب الأمر معرفة الأسباب والتدخل في مرحلتها الأولى، مع علاج النتائج التي خلفتها. ولتقليل الأضرار المحتملة، يجب استخدام البرامج المتخصصة والتي تحتوي على الدعم اللازم، وأهمها الدعم النفسي، وتعالج الأمراض التي تزداد خلال فترة المخدرات.
في النهاية، يجب اتخاذ موقف حاسم بشأن مشكلة الإدمان على المخدرات، ونحن بحاجة إلى إدراك خطورة هذه المشكلة، إذ أن التركيز على الوقاية والمعالجة والتفاهم والتمتع بالدعم اللازم يمكن أن يخفف إلى حد كبير من الآثار السلبية المترتبة على هذه المشكلة الخطيرة. وتبقى الخطوة الأهم هي الدعم من ذوي الأمراض النفسية والصحية، خاصة في بداية العلاج، حيث سيؤدي الدعم الكافي في تحقيق النتائج المرجوة وتجنب العودة إلى المرحلة الأولى من المشكلة.